صلوا على من قد سما مشرّفًا معظّما
محمدٍ خيرِ الورى إلى العُلا مكرّما
قد زادهُ ربّ الورى تشرّفاً لمّا سَرى
مِن بيت أُمِّ هانئٍ وهاكُمُ ما قد جرى
جبريلُ ليلاً جاءهُ في البيتِ شَقَّ صدرَهُ
ملا الفؤادَ حكمةً وذاكَ ما أَضَرَّهُ
ثُمَّ النَّبيُّ قد سرى مِن مكَّةٍ أُمِّ القُرى
لِلْمَسجِدِ الأَقصى الَّذي بالأنبيا تَنَوَّرا
صلّى إمامُ المرسلينْ بالأنبياءِ أجمعينْ
وذاكَ تعظيمٌ لهُ مِنْ فَضلِ ربِّ العالمينْ
وبعد ذلكَ ارتقى نبيُّنا بحرُ التُّقى
نحو السَّماوات العلى بالأنبيا فيها التقى
قد نالَ هادينا الأمينْ تعظيمَ ربّنا المبينْ
فالله ليس في السّماء ذاك اعتقادُ المسلمينْ
تنزَّهَ الله الإلٰهْ فَما لنا ربٌّ سواهْ
وما له جسمٌ ولا جوارحٌ ولا شِفاهْ
رأى الرّسولُ بالفؤادْ إلٰهَنا بلا امتدادْ
فالله ليس جوهراً ولا يُرى مِثْلَ العِبادْ
فَصَلِّ يا ربّي على نبيِّنا مَن قَد علا
بِوَعْيِهِ و جِسْمِهِ نحو السَّماواتِ العُلى